جوانب من حياة جيفارا
gevara202

Photo

reports

About Page

ابنة جيفارا تكشف جوانب من حياة ملهم الثّوار

ولد ايرنستو جيفارا ديلا سيرنا عام 1928 في روساريو بالارجنتين لعائلة اسبانية ايرلندية من الطبقة الوسطى. وتخرج طبيباً من جامعة بوينس آيريس، وبعد ذهابه الى كوبا وتمركزه في جبال سيرامايسترا، التقى هناك عام 1958 بمقاتلة ثورية متحمسة في الرابعة والعشرين من عمرها تدعى اليدا مارتش، وهي الفتاة التي تزوج منها لاحقاً وانجبا اربعة اطفال هم اليدا، كاميلو، سيليا وارنستو. انضم جيفارا الى حركة فيدل كاسترو في كوبا وقاد احدى القوات الثورية التي اطاحت بالدكتاتور باتسيستا عام 1959

وحظي جيفارا بشعبية كبيرة في حكومة كاسترو ومنح الجنسية الفخرية، وفي العام ذاته عين في منصب مدير البنك الكوبي الوطني وصار يوقع كل الاوراق المالية بكلمة «تشي» فقط، ثم تولى عام 1961 منصب وزير الصناعات لكنه فيما بعد ترك المناصب الوزارية وراء ظهره وذهب الى بوليفيا حيث انضم لحركة الثوار وظل هناك الى ان القي القبض عليه واعدم في 9 اكتوبر عام 1967.

وسيصدر في 27 اغسطس الجاري فيلم للمخرج والترسالز بعنوان «مذكرات دراجة نارية» مقتبس من قصة الرحلة التي قام بها جيفارا عبر اميركا الجنوبية عام 1951


ابنتا جيفارا اليدا، 44 عاماً، طبيبة اسنان وسيليا، 41 عاماً، طبيبة بيطرية متخصصة في ابحاث الدلافين كلتاهما متزوجتان وعندهما اطفال وتعيشان في هافانا قرب امهما.

تقول اليدا: «نحن عائلة لاتينية نموذجية ولذلك فلقد تربينا على شعور قوي جداً بالترابط الاسري. ولدينا أم عظيمة كانت دائماً مظلة لكل العائلة، ولقد علمتنا ان نحب ونحترم كل من حولنا ونرتقي الى مستوى ابناء وطننا».

وتمتلك اليدا التي تمتزج في عروقها دماء والديها الثوريين شخصية نارية وتتشبث بمثل «سياسية واجتماعية تسبح في فلك الافكار الشيوعية القائمة على الاصلاح الاجتماعي، وكأن نفسها تأبى ان تخرج من عباءة والدها الذي ناضل في سبيل القيم مع انه مات وهي في السادسة من عمرها.

وتؤكد أليدا «ان اهم شيء، في حياتنا كان المحبة القوية التي جمعت بين والدينا. وعندما كنا صغاراً كان ابي يقضي معظم وقته خارج المنزل، لكن امي جعلتنا نشعر بوجوده، وكانت دائماً تحرص على ان تغرس فينا ايماناً راسخاً بأنه لم يتركنا ولم يتخل عنا برغم غيابه الطويل في بوليفيا، وذلك من خلال الحديث عنه وتعريفنا بعاداته وأشيائه الشخصية في المنزل».


وتضيف: «كانت امي تخبرنا كل شيء عنه، عن افكاره وعن الطريقة التي يريد لنا ان نتربى عليها. حتى انه بعث لنا رسالة ذات مرّة من إحدى رحلاته العسكرية يطلب منا فيها بأن لا نتفوّه بالفاظ نابية او نستخدم لغة غير مهذبة. وكان لذلك اثر كبير على سلوكنا. تخيلوا هذا البطل وهو يخوض معاركه الثورية في أرض بعيدة، ومع ذلك يقلق بشأن الالفاظ التي يستخدمها أطفاله الصغار في المنزل. كانت روحه دائماً حولنا، ولم ابدأ في ادراك حقيقة غيابه فعلاً الا في سن المراهقة».

بدأت أليدا في سن المراهقة تنبش في ذاكرتها بحثاً عن الاشياء التي جعلتها مولعة بوالدها الى هذا الحد بعد سنوات طويلة من رحيله وبدأت تستعيد مشاهد الماضي وكأنها تقلب في صفحات كتاب عزيز على قلبها. وتقول: «كانت اقوى الذكريات المحفورة في ذهني منذ الطفولة مشهد امي وهي تحمل شقيقي الاصغر على كتفيها، ثم يقترب منها ابي بقامته الشامخة ولباسه العسكري المهيب فيضع كفه الضخم عل رأس اخي الصغير ويبدأ بمداعبته بوداعه وحنان ظاهرين للعيان. لقد اثر فيّ هذا المشهد وظل محفوراً في وجداني حتى الآن».

اما الذكريات الاقل حلاوة، فهي ان أليدا كانت تضطر للاستيقاظ باكراً في الساعةالسادسة صباحاً لماذا؟ لان والدها كان يقوم بعمل تطوعي في حقول قصب السكر ويحب ان يأخذها معه لتسليته وهو يعمل بذراعيه القويين كأي مزارع كادح.وتتذكر أليدا الان تلك الايام بابتسامة مفعمة بالعاطفة مؤكدة ان صورة والدها ستظل في قلبها ووجدانها الى الابد.

اما شقيقتها الاصغر سيليا التي اعدم والدها وهي في الثالثة من عمرها فتقول انها لا تتذكر سوى بضعة مشاهد مشوشة عن والدها وانها اليوم اكثر اعتياداً على صورة والدها العامة بوصفه رمزاً ثورياً ملهما للجماهير من صورته كأب في منزل العائلة

لكن برغم ذلك فان سيليا تربت على ذات المباديء التي زرعها تشي جيفارا في العائلة فكبرت لتصبح امرأة ناضجة فخورة بجذورها ووطنها ومزدرية للقيم المادية السطحية والبريق الفارغ الذي تتبجح به ثقافة الغرب الرأسمالية. وتعتزم العائلة الان انشاء مركز في هافانا لتخليد ذكرى تشي جيفارا تعرض فيه مخطوطاته وأشياؤه في بلد لا تخلو فيه غرفة مدرسية او مخفر شرطة او عيادة طبية من صورة لجيفارا حتى ان التلاميذ يبدأون يومهم بترديد شعار «نريد ان نكون مثل تشي»

 

My E-mail
rsa_it@hotmailcom


gevara202.4t.com