what's new
gevara202

Photo

reports

About Page

 


 

جيفارا فلسطين

لكل ثورة شخصياتها وقدواتها. وبالنسبة لبعض الفلسطينيين الذين يقاتلون في انتفاضتهم ضد الاحتلال الإسرائيلي فان صورة مثلهم الأعلى تزين الكثير من شوارع غزة. انه شي جيفارا الثوري الأميركي اللاتيني بلحيته الطويلة وقلنسوته السوداء والذي تعلق صورته جنبا إلى جنب مع الفلسطينيين الذين يلقون بالقنابل على الدبابات الإسرائيلية أو يفجرون الحافلات الإسرائيلية في مشاهد الغضب المعتادة في الانتفاضة الفلسطينية. وكما تبالغ الصور والكتابات المرسومة على الحوائط في تمجيد أعمال منظمة حماس أو الجهاد الإسلامي أو إجلال الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات فان وجه جيفارا مرسوم في حجم اكبر من الحجم الطبيعي.

وها هي صورة جيفارا عند ناصية شارع البساتين أو على السور المحيط بهيئة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في مدينة غزة.

قال أكرم أبو ندا أثناء مروره بجانب صورة جيفارا في شارع البساتين (كان ثوريا وهذا ما نفعله نحن الآن).

وعادة ما تمر سيارات الإسعاف بشارع البساتين في طريقها إلى المستشفى قادمة من معبر المنطار إحدى نقاط التوتر.

كان جيفارا وهو من اصل ارجنتيني يرى أن ثورة الفلاحين هي الوسيلة للقضاء على الظلم الاجتماعي. كما كان جيفارا شخصية رئيسية في الثورة الشيوعية في كوبا قبل اغتياله عام 1967 وكان يضع تكتيكات لحرب العصابات.

وفي حين يرجع انتشار صور جيفارا إلى ما قبل الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في أواخر سبتمبر الماضي فان البعض يرى فيه تجسيدا لروح المقاومة لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. وأضاف أبو ندا أن جيفارا (ليس قدوة لكل الفلسطينيين بل ان اغلب من يعتبرونه قدوة هم من اليساريين. لكنا كمسلمين نقاتل في الانتفاضة لنا صلة به.. كان ثائرا وكذلك نحن).

وتنتشر صور جيفارا في كل مكان. فهناك مثلا صحفي برمج هاتفه المحمول (نقال) ليظهر صورة جيفارا. كما يمكن شراء قمصان ومحافظ عليها صورة جيفارا في رام الله بالضفة الغربية. بل ان بعض الفلسطينيين يحملون اسمه مثل صحفية تدعى جيفارا بديري. قالت جيفارا المولودة عام 1976 (ينظر إليه الكثير من الفلسطينيين على انه رمز حتى يمكنهم تغيير الاوضاع...والثورة ستفرز دولة حقيقية يعرفها الجميع باسم فلسطين).

وذكر علي قطاوي الامين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن جيفارا كان مصدر الهام للحركات اليسارية الفلسطينية مثل حركته. وأضاف قائلا وهو يجلس في مكتبه بالطابق الخامس في غزة ودخان سيجارته يتصاعد أمام صورة معلقة لجيفارا (نحاول أن نستفيد من خبرته).

وأعلن (لواء جيفارا غزة) الجناح العسكري للجبهة الشعبية مسؤوليته عن هجوم نفذه سائق فلسطيني صدم مجموعة من الإسرائيليين بحافلته في محطة للحافلات خلال الانتفاضة الحالية مما أسفر عن سقوط ثمانية قتلى واعتقلته الشرطة فيما بعد. وقال قطاوي (تألفت الثورة الكوبية من عمال وفقراء ومزارعين. ونحن في الجبهة الشعبية نقول أن حركة تحرير أرضنا من الاحتلال ستكون لصالح هؤلاء في نهاية الأمر وإلا لن يكون لها معنى).

وخلال الانتفاضة يشتبك الشبان الفلسطينيون في مخيمات اللاجئين الفقيرة مع الجيش الإسرائيلي الذي دمر الأراضي الزراعية فيما تقول إسرائيل أنها إجراءات لتأمين ستة آلاف مستعمر يهودي الذين يعيشون بين اكثر من مليون فلسطيني في قطاع غزة.

وفقد الفلسطينيون الكثير من العائدات الزراعية كما فقد الآلاف وظائفهم نتيجة لإغلاق المناطق الفلسطينية. وأضاف قطاوي (كل الفلسطينيين الذين استشهدوا حتى الآن هم شي جيفارا غزة). وإذا طلبت إجراء لقاء مع القطاوي للنقاش حول جيفارا سيبادرك بالسؤال على الفور أي جيفارا تعني.. ويقول القطاوي (هناك شي جيفارا الأرجنتين وهناك جيفارا غزة).

ولد جيفارا غزة أو محمد الأسود عام 1946 في مدينة حيفا وهي جزء من إسرائيل الآن. وتشير سيرة الأسود التي أعدتها الجبهة الشعبية انه اصبح هو وأسرته لاجئين بعد إقامة (دولة) إسرائيل عام 1948 وانتهى بهم الحال في مخيم للاجئين في غزة حيث شب. وتلقى تعليمه في مصر الا انه عاد بعد عام لعدم تمكن أسرته من توفير المصروفات اللازمة.

واصبح الأسود من نشطاء المقاومة ضد إسرائيل وسجن لمدة عامين. وبعد إطلاق سراحه عام 1970 انضم إلى صفوف الجبهة الشعبية في عمليات عسكرية وتدريبية. واستشهد الأسود في معركة بغزة عام 1973.

ونقل عنه قوله (لا تنسوا اخوانكم من الشهداء واخِِوانكم المحتجزين أو واجبنا في إعالة المحتاج.. .شعبنا يضع كل أمله في الثورة).

وتعمل أرملته السيدة وداد في وزارة الشؤون الاجتماعية وتزوجت مرة أخرى من يساري أيضا. وقالت وداد عن زوجها الراحل (كان شهيدا...لو كان حيا اليوم لظل يكافح في الثورة).